U3F1ZWV6ZTE2ODg5MDE1MDc2MzU1X0ZyZWUxMDY1NTA1MTExNzY5NQ==

المتابعون

علوم اجتماعية

 علوم اجتماعية

العلوم الإجتماعية


(بالانجليزية : Social sciences) يمكننا تعريف العلوم الاجتماعية أنها هي التخصصات الأكاديمية التي تهتم بالمجتمع وعلاقات الأفراد مع بعضهم داخل المجتمع وتعتمد في الأساس على مناهج تجريبية. وأحيانًا يتم التعبير عنها كمصطلح شامل حيث تشتمل علم الإنسان وعلم النفس وعلم الاقتصاد وعلم الاجتماع. وغالبًا قد يشمل بمعناه الأوسع العلوم الإنسانية. مثل علم الآثار والدراسات الإقليمية ودراسات الاتصالات والدراسات الثقافية والقانون والتاريخ وعلوم اللغة والعلوم السياسية. وفي السياق العلمي هذا المصطلح يمكن استخدامه للإشارة إلى أصل علم الاجتماع، الذي نشأ في القرن التاسع عشر حيث أن الكلمة الإنجليزية "sociology" باللغة اللاتينية: socius ، أي بالعربية "رفيق" ، اليونانية lógos ، أي "كلمة" و "معرفة" و "دراسة". ويشار إلى إميل دوركهايم، كارل ماركس وماكس فيبر على أنهم من أسسوا العلوم الاجتماعية الحديثة وفقًا لهذا التعريف.

علماء الاجتماع  يستخدمون النظرية الوضعية والتي تشبه العلوم الطبيعية كأدوَات لفهم المجتمع وبالتالي تعريف العلم بمعناه الضيق الحديث. أما علماء الاجتماع المُناهضون للفلسفة الوضعية فهم علي العكس ربما يستخدمون النقد الاجتماعي أو التفسير الرمزي وليس النظريات البنائية التجريبية القابلة للخطأ، وتتناول العلم بمعناه الواسع. غالبًا ما يكون الباحثون انتقائيين في الممارسات الأكاديمية الحديثة ،ويستخدمون منهجيات متعددة يمكننا ضرب مثال لهذا في الجمع بين التقنيات الكمية والنوعية. كما اكتسب مصطلح البحث الاجتماعي درجة من الاستقلالية حيث يتقاسم المشتركون من مختلف التخصصات في الأهداف والوسائل.

فروع العلوم الاجتماعية

العلوم الإجتماعية


تمثل تخصصات العلوم الاجتماعية فروع للمعرفة التي تُدَّرس وتُبح في الكليات أو المستوى الجامعي. تُحدَد تخصصات العلوم الاجتماعية ويُعتَرف بها من جانب المجلات الأكاديمية التي تنشر فيها الأبحاث، وجمعيات العلوم الاجتماعية العلمية، والأقسام أو الكليات الأكاديمية التي ينتمي إليها الممارسون في هذا المجال. تحتوي مجالات الدراسة في العلوم الاجتماعية على العديد من التخصصات الفرعية، وغالبًا ما تكون الخطوط الفاصلة بين تلك الفروع غامضة واعتباطية.

وتنقسم العلوم الاجتماعية إلى علوم فرعية ،وهي:
  • الاقتصاد 
  • علم الإنسان
  • العلوم السياسية
  • علم الاجتماع
  • جغرافيا بشرية
  • علم النفس
  • إدارة الأعمال
  • السياسة العامة
  • التسويق
  • القانون
  • علم التربية
  • التنمية الدولية

أهمية العلوم الاجتماعية 

لدى العلوم الاجتماعية أهمية كبرى في جميع مجالات الحياة، وخاصةً في مجالات الرعاية الاجتماعية والرعاية الأولية، ونظام العدالة ، والأعمال التجارية، وغير ذلك ، فكلما يتم تقديم دعم الحكومة والجامعات والاستثمارات لكل من علوم التكنولوجيا والهندسة والرياضيات، لابد الاهتمام بالعلوم الاجتماعية أيضًا ومعالجة الخلل التعليمي فيها وتقديم الدعم اللازم لها.

لا يقتصر العلم الاجتماعي على الأخصائيين الاجتماعيين أو المعلمين فقط، فهو علم واسع يركّز على عدة جوانب وفروع مثل علم النفس والتاريخ والاجتماع والقانون وغير ذلك من الفروع ، وأيضًا يدرس العلاقة بين الأفراد في المجتمع، لذلك فهي تعتبر (علم العلوم) لقدراتها على تقديم النظرة الثاقبة حول كيفية عمل كل من العلوم الأخرى الإبتكارات وتزويد علماء الاجتماع بكل من المهارات التحليلية والتواصيلية اللازمة في الصناعات والمنظمات، وتساعدهم في حل أكبر القضايا في العالم التي لها آثار جسيمة على المجتمع مثل جرائم العنف والطاقة البديلة والأمن السيبراني، فما يميز علماء الاجتماع أنهم يمتلكون المهارات اللازمة لرؤية العالم بشكل مختلف، بالإضافة إلى قدراتهم في العثور على المعلومات التي قد يفوّتها الآخرون.

لعبت العلوم الاجتماعية في الفترة الأخيرة دورًا هامًا في الطب ومكافحة الأمراض المعدية، ومن الأمثلة على ذلك مرض الأيبولا الذي انتشر مؤخرًا في أفريقيا، والتي كانت جزءًا في حل أزمة هذا المرض بإعتمادها على تطوير فهم العوامل المؤدية لهذا المرض وزيادة استثمار العقاقير المستخدمة في العلاج، وإيجاد عدد من المتخصصين في الموارد البشرية والقيادة وإدارة الأسواق وتسعير الأدوية، فضرورة وجود العلوم الاجتماعية كان وضحًا، بحيث حاول عدد من الأطباء فهم مواقف الناس نحو السلوكيات الصحية وطرح العديد من الأسئلة المجتمعية والبحث في أسباب فشل بعض الدول في مكافحة المرض والطريقة التي يمكن إعادة بنائها وتعزيزها. أما من الناحية الاقتصادية فإنها تساعد الأفراد والمجتمع في فهم السياسات الاقتصادية الأكثر فاعلية والتوسع فيها، وإدارة الأموال بحكمة، واختيار الاستثمار المناسبة في عالم الأعمال.

تاريخ العلوم الاجتماعية

في عصر التنوير بعد 1650م، بدأ تاريخ العلوم الاجتماعية  ،والذي شهد ثورة داخل الفلسفة الطبيعية، غيرت الإطار الأساسي الذي كان يفهم من خلاله الأفراد ما كان يطلق عليه صفة "علمي". نشأت العلوم الاجتماعية من الفلسفة الأخلاقية لذلك العصر، وكانت متأثرة بعصر الثورات، مثل الثورة الصناعية والثورة الفرنسية. تطورت العلوم الاجتماعية من العلوم (التطبيقية والتجريبية) ، أو الممارسات التوجيهية المتعلقة بالنمو الاجتماعي لمجموعة من الكيانات المتفاعلة أو من المعرفة القائمة على أساس منهجي.

في القرن الثامن عشر ، ظهرت بدايات العلوم الاجتماعية في الموسوعة الكبرى لديدرو، مع مقالات لجان جاك روسو وغيره من الرواد. ظهر أيضًا نمو العلوم الاجتماعية في موسوعات متخصصة أخرى. نظر العصر الحديث إلى "العلم الاجتماعي" في أول استخدام باعتباره حقلاً مفاهيمًا متميزًا. تأثر العلم الاجتماعي بالمذهب الوضعي، وركز على المعرفة القائمة على الخبرة الحسية المؤكدة ، وابتعد عن المعرفة غير المؤكدة؛ كان التأمل الميتافيزيقي مستبعدًا. استخدم أوجست كومت مصطلح "العلم الاجتماعي " لكي يصف المجال المُستمد من أفكار تشارلز فورير ؛ أشار كومت أيضًا إلى مجال يُعرف باسم الفيزياء الاجتماعية.

بعد تلك الفترة، انطلقت خمسة مسارات للتطور في العلوم الاجتماعية، متأثرة بكومت في مجالات أخرى. كان أول مسار يُتّبَع هو نشأة البحث الاجتماعي. أجريت المسوحات الإحصائية الكبيرة في مناطق مختلفة من الولايات المتحدة وأوروبا. اتخذ إيميل دوركايم ، إذ درس "الحقائق الاجتماعية" و فلفريدو باريتو مسارًا آخر، ما أفضى إلى أفكار ما بعد نظرية ونظريات فردية. تطورت وسائل ثالثة، نشأت من الانقسام المنهجي الحالي، والذي من خلاله تُعرف الظاهرة الاجتماعية وتُفهم؛ كان ماكس فيبر من الشخصيات التي أيدت هذا المسار. تطور المسار الرابع من داخل الاقتصاد، وعزز من المعرفة الاقتصادية بوصفها تمثيلًا للعلم الصلب. كان المسار الأخير هو التداخل بين المعرفة والقيم الاجتماعية؛ طالبت بشدة سوسيولوجيا ماكس فيبر المرتبطة بالفهم ومناهضة الوضعية بهذا التمييز. كانت النظرية (الوصف) والدعوى في هذا المسار، عبارة عن مناقشات منهجية متداخلة للموضوع.

مع بداية القرن العشرين، واجهت فلسفة عصر التنوير تحديًا في مختلف الأوساط. استخدمت مجالات متعددة مثل دراسات الرياضيات لصالح الدراسات التجريبية، ومعادلات التحقق بغرض بناء هيكل نظري، وذلك بعد استخدام النظريات الكلاسيكية منذ نهاية الثورة العلمية. أصبح تطور التخصصات الفرعية للعلوم الاجتماعية كميًا للغاية في جانبه المنهجي. علي عكس ذلك، جعلت طبيعة التخصصات المتعددة والبينية للبحث العلمي في السلوك البشري ، والعوامل الاجتماعية والبيئية المؤثرة عليه، العديد من العلوم الطبيعية تهتم ببعض الجوانب المنهجية للعلوم الاجتماعية. تشتمل أمثلة عدم وضوح الحدود بين التخصصات على تلك التخصصات الناشئة ، مثل الدراسات الاجتماعية للطب ، والبيولوجيا الاجتماعية، علم النفس العصبي ، والاقتصاديات الحيوية ، وسوسيولوجيا العلم وتاريخه. أصبح التكامل بين المناهج النوعية والكمية أمرًا متزايدًا في دراسة السلوك البشري وتأثيراته وتوابعه، وأصبح علم الإحصاء في النصف الأول من القرن العشرين تخصصًا قائمًا بذاته ضمن الرياضيات التطبيقية، واستُخدمت المناهج الإحصائية بثقة.

قد يشير مصطلح "العلم الاجتماعي" إما إلى علوم معينة للمجتمع، التي نشأت على أيدي مفكرين مثل كومت ودوركايم وماركس وفيبر، أو تشير بشكل عام إلى كل التخصصات خارج ما يُعرف باسم "العلم النبيل" والفنون. مع حلول أواخر القرن التاسع عشر تشكلت العلوم الاجتماعية الأكاديمية من خمسة مجالات : تنقيع القانون والتشريع ، والتعليم ، والصحة والاقتصاد والتجارة ، والفن. مع حلول بداية القرن الحادي والعشرين، وصف المجال المتسع للاقتصاد في العلوم الاجتماعية، باعتباره إمبريالية اقتصادية.

كان لكارل بوبر وتالكوت باسونز في الحقبة المعاصرة، تأثيرًا في تعزيز العلوم الاجتماعية. يواصل الباحثون السعي نحو إيجاد توافق حول منهجية ما، بإمكانها الربط بقوة ودقة بين "النظرية الكبرى" المقترحة والعديد من النظريات متوسطة المدى، والتي تستمر، نظرًا إلى نجاحها الكبير، بتوفير أُطر عمل صالحة للاستعمال لبنوك البيانات المتنامية والهائلة. للمزيد انظر إلى التوافق الأدلة. سوف تتكون العلوم الاجتماعية في المستقبل المتوقع من مناطق مختلفة في بحث المجال، والذي يختلف أحيانًا في مقاربة هذا المجال.

مستقبل العلوم الاجتماعية 

إن علاقة العلوم الاجتماعية بالمجتمع المنظم والحكومات والصناعات والمراكز المؤسسية الأخرى للسلطة، تؤثر بشكل كبير على مستقبله من خلال تمويل البحوث والآثار التي تترتب على الموضوعية العلمية، لذلك على العلوم الاجتماعية الابتعاد عن الحكومة البيروقراطية والصناعات حتى لا يفتقدوا السلطة الكامنة للنقد الصادق والنزيه للفعاليات الغير مجدية في المجتمع، والسعي لحل المشكلات التي تحدد مصيرها.

بما أن للعلوم الاجتماعية أهمية كبرى في جميع أنحاء العالم، فإنها تواجه العديد من التحديات، لذا يتعين عليها القيام الكثير من الأعمال وذلك لزيادة الدعم التي تتلقّاه لمواجهة هذه التحديات. هناك العديد من البرامج المهمة التي من شأنها ان تدافع عن العلوم الاجتماعية مثل  "حملة العلوم الاجتماعية" وغير ذلك، والتي من شأنها إبلاغ السياسة العامة، وبناء التحالفات، وزيادة المعرفة العامة، وتأمين زيادة التمويل والمشاركة في الدعوة التي تدعم العلوم الاجتماعية.

هناك بعض البلدان في العالم مثل الولايات المتحدة تُدرِّس العلوم الاجتماعية في التعليم الرسمي لها، بحيث يبدأ التدريس بها مبكرًا منذ المرحلة الابتدائية مع تقدمها في المرحلة المتوسطة (الاعدادية) والثانوية، وتقوم بالتركيز على بعض الفروع الأساسية فيها مثل علم الاقتصاد، والسياسة والتاريخ، يتم التوسع في التخصصات أكثر عند الوصول إلى المستوي الجامعي.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة

google.com, pub-2102570192350176, DIRECT, f08c47fec0942fa0